أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا _ كتب فضيلة الشيخ ربيع قبيسي

 

بين القَنْص والرَّصَاص حكايةٌ مُرَّة خَطّتها يدُ الغدر لِـتُلَوِّن أرزةَ بلادِنا الحرّة دماءْ ..
يا للعجب ..
بينما الأرضُ تحملُ هَمّاً ثقيلاً، اعتلى على أجنحة السَّحاب والغيوم بطلاً من جنوب البلاد مُنَبِّه صلاته الآذان، ترافقه في رحلته الأخيرة متدرِّبة ورفيقة عملٍ آمنت قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ بالمحبّة : لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ تَسْتُرُ كَثْرَةً مِنَ الْخَطَايَا !
يا للعجب من لُبْنانِنَا، كـميراثٍ اختلف عليه شيخنا والفتى !
هل أصبح فرحُنا حزنَهم و حزنُهم فرحَنا ؟!
وموتُنا سعادتهم، وسعادتُهم موتنا؟
وحريّتُنا أسرهم ، وأسرُهم حريّتنا؟
كيف للصَّلاح أن يكون مِظلّة الوطن ؟
كيف للحبِّ أن يكون بينَنا ؟
كيف للورد أن يرقصَ حولنا ؟
كيف يسود في قلوبنا الولاء والإنتماء ؟ انتماء لوطنٍ نهائيّ لجميع أبنائه ..
هل يُعقَل كي نصل للحقيقة والسَّلام أن نَتذوّق هذه الجراحات أوّلاً ؟
جَميعُنا يريد الحقيقة، بَكَيْنا على أبناء وطننا
و نريد راحة أرواح رالف .. محمد .. علي .. سحر وجو ..
واليوم ارتقى إلى العلياء أرواح مصطفى .. حسن .. محمد ومريم …
ما أجملهُ من إسم ..
مريم اسم المقدّسة التي ناداها ربُّها ألّا تحزني ،
مريم التي تنقلك من ضِيقِ يا ليتني مِتُّ قبل هذا إلى فرجِ كذلك قال ربُّكِ هو عليّ هيّن ، وما كان ربّك نسيّا ..
ولكن …
هل ذَبُلَت أرزةُ بلادِنا وانحنت أعمدةُ الجبال ..
تبحث عن شبابِها السَّعيد وشوارعِها المكتظّة بالفراغ ؟
هل غادرَنا الفرحُ والحياة ؟
واحتلّ نفوسَنا الحزنُ والمأساة ؟
منذ عامٍ ونيّف وقف عماد مع شربل ورامي بالتصنيف الطائفيّ شيعي، ماروني ، درزي
وفي العالم السَّماوي كلهم إنسان ..
ارتفعت أرواحُهم سوياً إلى السّماء دون سؤال عن هويّةٍ وخانةِ مذهب !
بالأمس ارتقى شهداءُ من لبنان ،
ورحل باسكال وعلي شهداء العمل إلى السّماء وكأنَّ القدر يقول ما يجمعنا أفضل من فتنٍ وخوفٍ وألم،
لبنان هو مصيرُنا قدرنا والوطن ..
لستُ حيادياً إلى حدودٍ واحدة، بل إلى كل جهات الوطن ، أنا أومن بنفسي وبِكَ وبكم ؛ أنا أؤمن بالسلام بالحب وبالوطن ..
أنا أؤمن أنَّ الوطن بحاجةٍ ماسّة إلى عيونٍ جديدة ترسمُ حقيقةَ الأحلام ..
تصنعُ الفرح ..
تنشرُ الحياة ، تَعْدِمُ الآلام ..
أنا أؤمن أنّنا بحاجةٍ ماسَّةّ لرجالٍ نبيهة ترسمُ الأرزةَ و صورةَ موسى الصَّدر على جواز السفر ..

بقلم الشيخ ربيع قبيسي
مدينة صور 16/10/2021

Leave A Reply